الدراسة لساعات طويلة
الدراسة بتركيز وكيفية الدراسة بتركيز لساعات طويلة أصبح أصعب من قبل بسبب كثرة المشتتات وطبيعة نمط الحياة التي يعيشها أغلب الطلاب. فيجلس الطالب لساعات وبدون معرفة كيفية الدراسة .
و لا ينهي المطلوب أو يحقق النتيجة المرجوة، لأنه ببساطة لا يدرس بالتركيز اللازم. فإن كنت تعاني من التشتت، الشرود الذهني، أو ببساطة تفشل في الحفاظ على تركيزك لعدة ساعات متواصلة، نقدم لك في هذا المقال ٥ من الأسرار المهمة للعقل والمبنية على دراسات علماء الأعصاب لتتفوق وتكون في أحسن حالاتك الإدراكية عند الدراسة.
في علم النفس الإيجابي، التركيز هو الحالة العقلية للعملية التي يكون فيها الشخص الذي يؤدي نشاطاً، منغمساً تماماً في الشعور بالتركيز والطاقة، والمشاركة الكاملة.
لماذا لا تستطيع الدراسة بتركيز لساعات طويلة؟
قبل كل شيئ، ولكي تتمكن من تعزيز قدرتك على التركيز لفترة طويلة، يجب أن تعرف أسباب ضعف التركيز. وأهمها هو أنك تقضي أغلب الوقت مشتتا بين عدة مهام ولا تبذل جهدا لتركز على مهمة واحدة.
التركيز أشبه بالعضلة
التركيز تماما كالعضلة التي ضعفت بسبب إهمالها وعدم تمرينها أو تحريكها. لقد اعتاد الكثير من الناس الانتقال بين عدة تطبيقات على الهاتف والاستماع إلى التلفاز في آن واحد، ولكن عندما يكونون بحاجة إلى التركيز على مهمة مثل الدراسة، يفشلون لأنهم ببساطة غير معتادين على صب كل تركيزهم في مكان واحد.
فلهذا السبب، لا تنتظر حتى موعد امتحانك ومن ثم تقول لنفسك “سوف أدرس بتركيز الآن لمدة ٤ ساعات متواصلة “، بل درب نفسك في حياتك اليومية على التركيز على مهمة واحدة في آن واحد. مثلا، تغلب على ميلك اللاواعي في تفقد هاتفك طوال الوقت أثناء قيامك بمهام أخرى، بل خصص لها مدة محددة أثناء نهارك وانسى أمرها باقي النهار.
تعلم اكثر : طرق التعلم والدراسة الصحيحة
التركيز هو أساس النجاح في السياسة ، في التجارة ، في العمل .. و في العلاقات الانسانية كافة
أهم النصائح للدراسة بتركيز أكبر
⦁ صفي ذهنك لتركيز مضاعف
كيف يمكن أن تركز بينما يشغل بالك الكثير من الأمور الأخرى؟ ففي دراسة بعنوان ” لماذا يصعب إنجاز عملي”، تم التطرق إلى ما يعرف “برواسب الانتباه”. فعندما يشغل تفكيرك موضوع آخر، تقل المساحة العقلية والانتباه المخصصين للمهمة بين يديك. والجدير ذكره هو أنك في أغلب الأحيان لا تكون مدركا أنك مشتت ولست بكامل تركيزك لأنك اعتدت أن تكون في مثل هذه الحالة الذهنية.
ولكن ما هو الحل إذن؟ فنحن لا نستطيع تصفية ذهننا بكبسة زر. في هذا الصدد، ينصح عالم أعصاب يدعى دانييل ليفيتين بكتابة ما يدور في بالك من أفكار ومشاعرعلى ورقة قبل أن تبدأ بالمهمة التي تتطلب كامل تركيزك، فذلك يحد من اجترار الأفكار ويعطيك شعور بالراحة والتنفيس وكذلك يجعلك ترى المواضيع بطريقة أبسط.
⦁ اختر مكان الدراسة بعناية
محيطك يساهم بدرجة كبيرة في مدى حفاظك على تركيزك وقدرتك على الدراسة المتواصلة لأطول فترة ممكنة. ولذلك، نقدم لك أبرز النصائح المؤكدة لاختيار المكان الأنسب للدراسة:
1- فليكن مكان دراستك ثابتا ولا تغيره، فبعد فترة، ستدخل في حالة التركيز بسرعة بمجرد جلوسك فيه لأن عقلك أصبح يربط ذلك المكان بالدراسة فقط.
2- تأكد من أن الإضاءة تناسبك تماما، ومن الأفضل لو كان المكان قرب شباك لتستفيد من الضوء الطبيعي أثناء النهار. قارن بين عدة إضاءات واختر الأفضل لأن ذلك يؤثر بنسبة كبيرة على نشاطك وشعورك بالنعاس وحالتك المزاجية في بعض الأحيان.
3- تأكد من أن الأدوات التي تحتاجها بجانبك كي لا ينقطع حبل أفكارك وتركيزك عندما تتضطر إلى النهوض من مكانك لتحضرها.
4-فليكن كل شيئ من حولك منظما ومتناسقا وفي مكانه، فالفوضى من حولك تثير فوضى في دماغك أيضا.
5-أخيرا وليس آخرا، تأمل المكان قبل أن تبدأ وأبعد عنك أي شيئ يمكن أن يشكل مصدر إلهاء او تشتيت وخاصة هاتفك، أي لا تترك حجة لدماغك كي ينشغل بها.
⦁ حسن نمط حياتك يتحسن تركيزك
قد تنفذ كل النصائح المرتبطة بزيادة التركيز بحذافيرها، ولكن رغم ذلك، تشعر أن الموضوع يفوق طاقتك. فالتركيز السليم يعتمد على العقل السليم، وليكون العقل سليما، يجب أن يكون الجسم سليما. قالحلقة الناقصة هنا هي اتباع نمط حياة صحي قدر الإمكان، وهذا يشمل التركيز على ثلاث جوانب أساسية:
⦁ تاثيرالغذاء على التركيز :
الغذاء هو وقود الجسم والعقل أيضا، والغذاء غير المتوازن أو قليل السعرات والبروتينات قد يؤدي إلى نقص في فيتامينات ومعادن تؤثر على التركيز والنشاط، أبرزها فيتامين دال وسي ومعدن الحديد. ينبغي أيضا تجنب السكر المصنع والأطعمة السريعة قدر الإمكان كونها تقلل من تدفق الدم إلى الدماغ وتسبب الالتهاب.
⦁ النوم و تاثيره على التركيز :
عندما لا تنام بالقدر الكافي، يزيد إفراز الجسم من هرمون الكورتيزول الذي تؤثر زيادته سلبا على التركيز والوظائف الإدراكية. تتضرر وظائف الخلايا العصبية ومنها تنسيق المعلومات واسترجاع المعلومات التي تم تعلمها مسبقا. النقطة المهمة أيضا إلى جانب عدد ساعات النوم هي جودة النوم أيضا، وهنا ننصح بالنوم في غرفة مظلمة تماما كي يفرز الجسم الميلاتونين بالشكل الكافي للاسترخاء التام.
⦁ تقليل التوتر مساوي الى ارتفاع التركيز :
مهما كان غذاؤك متوازنا وحرصت على النوم لساعات كافية، لن تستطيع تعويض الأضرار التي لا تحصى للتوتر والقلق المستمر على القدرات العقلية والوظائف الإدراكية ومنها التركيز. لذلك، ثقف نفسك حول تقنيات تفريغ المشاعر السلبية والاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، وتمارين التنفس.
⦁ استخدم تقنية البومودورو:
كما ذكرنا سابقا، التركيز هو أشبه بالعضلة، والعضلات تحتاج إلى فترة راحة بعد التمرين لتستعيد قوتها وتستطيع حمل الأثقال من جديد، ولكن ما هي أنسب طريقة لتحديد وقت راحة كافي ولكن غير مبالغ به بنفس الوقت؟ في الواقع، لا يوجد قاعدة ثابتة تنطبق على الجميع، لكن يمكنك البدأ بتقنية البومودورو ومن ثم التعديل عليها لتلائمك أكثر. حسب تقسيم البومودورو، ينبغي التركيز على الدراسة كليا لمدة ٢٥ دقيقة، ومن ثم خذ استراحة لمدة ٥ دقائق. كرر هذا التقسيم لأربع مرات، ومن ثم خذ استراحة أطول لمدة ٢٠ أو ٣٠ دقيقة.
⦁ ضع موسيقى محفزة على التركيز
أظهرت الدراسات أن أنواع معينة من الموسيقى الهادئة تحفز الدماغ على التركيز وتعزز من الوظائف الإدراكية عند نسبة كبيرة من الأفراد. يوجد على اليوتيوب تشكيلة كبيرة متنوعة من الموسيقى المخصصة للدراسة والتي يمكن أن تجرب أي منها يناسبك. وإن لم تكن تحبذ الموسيقى، يمكنك أيضا البحث عن أصوات من الطبيعة، مثل صوت المطر أو العصافير، فهي أيضا تبعث على الاسترخاء والتركيز.
اضغط هنا للاستماع الى موسيقى خاصة لزيادة التركيز و الحفظ و الذاكرة
تعلم اكثر : تاثير الموسيقى على عقل الباطن
الخلاصة:
التركيز لفترات طويلة هو مهارة يمكن اكتسابها وتعزيزها من خلال فهم ماهية عمل الدماغ والاستفادة من كل ما توصل إليه علماء الأعصاب في أبحاثهم. بالإضافة إلى تطبيق المعلومات والنصائح التي تقرأ عنها، نشير إلى أهمية المراقبة والتقييم الذاتي لتفهم معرقلات التركيز بالنسبة لك ومعالجتها وابتكار أساليب مساعدة أخرى. كنصيحة أخيرة نقدمها لك، المتعة هي أساس القدرة على التركيز والانضباط، أفلا تلاحظ مثلا أنك تستطيع التركيز لساعات طويلة أثناء القيام بنشاطات ممتعة؟ بحيث تكون مستغرقا ومندمجا بجميع حواسك؟ لذلك، افهم القيمة العليا للعلم الحقيقية وقدره، نمي فضولك المعرفي واعتبر جهدك الآن سببا في نجاحك المستقبلي حتى تصبح عملية التعلم أكثر متعة.
يمكنك ان تكسب ذاكرة مضاعفة و قوة تركيز حديدية من خلال التسجيل في دورة القراءة السريعة العصبية
میانگین امتیاز 3.7 / 5. تعداد آرا: 3
Pingback: هل الدماغ يحفظ كل شيء؟ - نادي العقل
Pingback: افضل طريقة للدراسة - نادي العقل
جميل منك يا حسون العبيدي
الله يوفقك بجاه محمد وال محمد
شكرا لك
مايجوز قول الله يوفقك بجاه محمد التوفيق بيد الله وحده لاشريك له
الله يوفقك بجاه محمد وآل محمد
Pingback: التركيز والانتباه من منظور علم النفس - نادي العقل