وقت الفراغ دائمًا قصير وينتهي قبل أن نستمتع به؛ ولذلك، فإن الاستفادة القصوى من الوقت المتاح لنا كوقت فراغ أمر مهم للغاية.
والسؤال هو كيف يمكننا قياس قيمة وقت فراغنا؟ وكيف يجب أن نصل إلى نتيجة حكيمة لاستخدامه؟ الجواب فريد للجميع.
على سبيل المثال، أفضّل قضاء وقت فراغي بطريقة تحسن نوعية حياتي، وبالطبع لا يقتصر هذا على الراحة بعد يوم عمل شاق، بل أريد استغلال كل لحظة من وقت فراغي.
لقد ساعدني مبدأ باريتو كثيرًا في الاستفادة من وقت فراغي حتى الآن. أنا متأكد من أنه يمكن أن يساعدك أيضًا.
وفيما يلي، لدي ثلاثة اقتراحات لك، يمكنك من خلالها تحسين نوعية حياتك:
1. ضع الكتب التي لا تستمتع بقراءتها بعيدًا
منذ سنوات مضت، كنت أعتقد أنه من الغريب أن نترك كتابًا نصف مكتمل جانبًا. تمنى جزء مني أن يكون كتابًا أفضل، لكن الجزء الأكبر مني شعر بالذنب لأنني وضعت كتابًا جانبًا في منتصف الطريق. فقلت لنفسي: لا تكن كسولاً، أنهي الكتاب! وبعد ذلك سألتقط الكتاب على مضض وأواصل القراءة مرة أخرى. اليوم أعلم أن هذا ليس حكيماً على الإطلاق.
أعتقد أن الحياة أقصر من أن يكون لدينا وقت لقراءة الكتب التي لا نستمتع بها. والأهم من ذلك أن الانتهاء من مثل هذه الكتب يمنعني من الانتقال إلى الكتب التي أجدها أكثر قيمة.
تقول قاعدة 80/20 أن 20% من الكتب التي نقرأها هي مصدر 80% من المتعة التي نحصل عليها من القراءة. في الواقع، يقول بأدب أن 80% من الكتب التي نقرأها هي مجرد مضيعة للوقت. بهذه الخلفية، دعونا نرى كيفية استخدام قاعدة 80/20 للاستمتاع بقراءة المزيد.
أولاً، اختر الكتب التي تناسب اهتماماتك. إذا كنت تستمتع بالخيال العلمي، فلا تختار الروايات الأدبية. إذا كنت تحب المواضيع النفسية، فلا تلمس الكتب المصورة. قد ينتهي بك الأمر إلى الإعجاب بالروايات الأدبية والقصص المصورة، ولكن ما لم تكن تتطلع على وجه التحديد إلى استكشاف نوع جديد، فالتزم بأذواقك الخاصة.
ثم عاهد نفسك أنك إذا قرأت ربع كتاب ولم تنجذب إليه فسوف تتركه. من غير المرجح أن يتمكن الكتاب الذي لا يستطيع جذب رأيك الإيجابي حتى الربع الأول من الاستمرار. أوقف الخسارة بأي طريقة ممكنة وابحث عن كتاب أفضل.
أخيرًا، عندما تجد مؤلفًا تستمتع بقراءة أعماله، فلا تتركه. إقرأ كل ما كتبه. لقد توصلت إلى نتيجة مفادها أنني إذا استمتعت بعمل المؤلف، فسوف أستمتع بالتأكيد بأعماله الأخرى أيضًا.
المفتاح هو التركيز على الـ 20% من الكتب التي تستمتع بقراءتها أكثر من غيرها. بالطبع، لا يمكن لأحد أن ينكر التعرف على مؤلفين جدد وأساليب الكتابة الجديدة، ولكن اقض معظم وقت القراءة في الكتب المألوفة.
2. لديك استراتيجية محددة لقراءة الكتب الواقعية
لقد قرأت الكثير من الكتب الواقعية، معظمها في مجال معرفة الذات وتنمية الشخصية. على مر السنين، قمت بتطوير استراتيجية لقراءة الكتب المفيدة.
في رأيي، هناك طريقتان لقراءة الكتب الواقعية، أحدهما صحيح والآخر خطأ. النهج الصحيح يتبع قاعدة 80/20، وأنا أوصيك بها بكل إخلاص.
أولاً، لا تعتقد أن كل كتاب تبدأ بقراءته، عليك أن تقرأه حتى النهاية مثل الروايات. إذا لم يتمكن من جذب رأيك الإيجابي، ضعه جانبًا وابحث عن كتاب آخر أكثر إثارة للاهتمام وغني بالمعلومات وإلهامًا.
ثم، قبل البدء في قراءة الكتاب، قم بالاطلاع على جدول المحتويات. ابحث عن المحتوى الذي يرتبط مباشرة بك. مرة أخرى، ليس عليك قراءة الكتاب بأكمله. يمكنك فقط دراسة الأقسام ذات الصلة بك. يمكن أن تكون قائمة الكتب أيضًا بمثابة خريطة طريق. يمكنك أن ترى إلى أين سيأخذك المؤلف وكيف سيصل إلى هناك.
وأخيرا، ضع علامة على الأقسام الهامة. من الأفضل استخدام علامة صفراء. ارجع واحصل على إلهام جديد من خلال قراءة هذه النقاط البارزة.
تقرأ الكتب غير الخيالية لتتعلم. استخدم مبدأ باريتو لتعلم المواد المهمة في أسرع وقت ممكن.
3. اقضِ وقتًا أقل في تصفح الويب
أعتقد أن الإنترنت هو أحد أكبر العوائق أمام تركيزنا وإنتاجيتنا. الإنترنت يشبه آلة الرهان الكبيرة التي نلعبها في كل مرة نزورها على أمل الفوز وكسب المال. العثور على هذه المعلومات يعتبره الدماغ بمثابة فوز، والإثارة التي يسببها هذا الشعور تجعلنا نسحب مقبض آلة الرهان مرة أخرى وتستمر هذه الدورة لساعات دون أن ندرك مرور الوقت. هذه ليست طريقة جيدة لقضاء وقت فراغك،
فتصفح الويب قد يكون مرضيًا على المدى القصير، ولكنه في النهاية يخلق إحساسًا بالفراغ.
إذا كنت تعتقد أن وقت فراغك يضيع على الإنترنت، قم بالحد من تصفح الويب باستخدام قاعدة 80/20.
أولاً، قم بإعداد قائمة بالمواقع الإلكترونية العشرين المفضلة لديك والتي تزورها كثيرًا كل أسبوع. ثم اكتب مقدار الوقت الذي تقضيه في مراجعة كل واحدة منها. إذا لم تتمكن من تقدير العدد المطلوب بدقة، استخدم برنامج تسجيل نشاط الإنترنت.
ثم ضع دائرة حول أسماء خمسة مواقع إلكترونية تسمح لنفسك بزيارتها في المستقبل. ربما تكون هذه هي المواقع التي تقضي معظم وقتك في زيارتها.
وأخيرًا، استخدم مؤقت العد التنازلي – مثل ذلك الموجود على هاتفك الخلوي – لتحديد وقت تصفح الويب. اضبطه على 60 دقيقة كل صباح وابدأ المؤقت في كل مرة تذهب فيها إلى أي من هذه المواقع. لا تقم بإعادة ضبط هذا المؤقت خلال النهار، وفي كل مرة تدخل فيها إلى الإنترنت مرة أخرى، تابع قياس الوقت من وقت التوقف السابق. عندما يصل المؤقت أخيرًا إلى الصفر، فهذا يعني أن وقت التصفح اليومي قد انتهى.
يمكن لهذه الطرق الثلاث أن تقلل بشكل كبير من الوقت الذي تقضيه على الإنترنت. يمكنك استغلال الوقت الحر لممارسة هوايات أخرى مفيدة وقيمة. يمكنك الآن الذهاب إلى فصول التدريب المفضلة لديك، أو قضاء بعض الوقت مع أحبائك أو تحسين عملك من خلال تعلم تقنيات ومهارات جديدة.
لذلك، وبمساعدة مبدأ باريتو، يمكنك تحقيق أقصى استفادة من وقتك من خلال هذه الطرق الثلاث.
المؤلف: دامون زهاريادس
میانگین امتیاز 0 / 5. تعداد آرا: 0