مهارات التركيز
منطقة التركيز في الدماغ والهرمونات المسؤولة عنه
مارس
اهم المحتويات
منطقة التركيز في الدماغ والهرمونات المسؤولة عنه
يتعرض دماغنا لكميات معلومات حسية هائلة في كل دقيقة من دقائق يومنا، ولكن هناك حد معين لكمية المعلومات التي يمكن للدماغ معالجتها بشكل فعال، وفي وقت واحد. لهذا السبب، يتميز الدماغ بنظام فعال لتحديد الأولويات، أي المعلومات المهمة لمعالجتها والمعلومات غير المهمة لتجاهلها. فهذه الآلية التي تعمل على تصفية المعلومات وتوجيه طاقة المعلومات لمعالجتها تدعى “التركيز“.
فكأي فعل آخر نقوم به، يسبق ذلك عمليات متعقدة ومتشعبة في جسمنا تحدث في أجزاء من الثانية دون أن ننتبه لوجودها. فمن الصحيح أن الإنسان سيتمكن من التركيز سواء كان على دراية بالعملية الفيزيولوجية التي تمكنه من القيام بذلك أو لا، ولكن من المهم أن نفهم كيف يعمل جسدنا وندرك تلك العظمة والدقة الخيالية التي خلقه الله بها.
لمحة عن الدماغ
الدماغ معجزة فعلية تبهر العلماء على الدوام. فعلى الرغم من أن معدل وزن الدماغ هو حوالي 1.3 كغ للشخص البالغ، فهو يتحكم في جميع وظائف الجسم، ويفسر المعلومات من العالم الخارجي، ويجسد جوهر العقل والروح. التركيز والذكاء والإبداع والعاطفة والذاكرة هي بعض من العمليات الكثيرة التي يحكمها الدماغ.
يتكون الدماغ، المحمي داخل الجمجمة، من المخ والمخيخ وجذع الدماغ. ويتلقى الدماغ المعلومات من خلال حواسنا الخمس: البصر، والشم، واللمس، والذوق، والسمع، في وقت واحد. فهو يعالج المعلومات الحسية التي تصلح بطريقة لها معنى بالنسبة لنا، ويمكنه تخزين تلك المعلومات في ذاكرتنا.
ما هي منطقة الدماغ المرتبطة بالتركيز والانتباه؟
هناك نوعان من الاهتمام في منطقتين منفصلتين من الدماغ. إن قشرة الفص الجبهي (خلف الجبهة مباشرة) هي المسؤولة عن التركيز المتعمد أي بقرار منك. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تدرس لاختبار أو تكتب رواية، فإن الدافع والأوامر تأتي من هناك، من تلك المنطقة. ولكن إذا تعرضت، على سبيل المثال، لحدث مفاجئ ومثير للاهتمام، كهجوم من شخص أو صراخ طفل، فإن القشرة الجدارية (خلف الأذن) هي التي يتم تنشيطها. لقد وجد العلماء أن هاتين المنطقتين في الدماغ تحافظان على التركيز عندما تبث الخلايا العصبية نبضات من الكهرباء بمعدلات محددة، ترددات أسرع للمعالجة التلقائية للمنطقة الجدارية، أي التركيز غير المتعمد، وترددات أبطأ للتركيز المتعمد.
تزيد أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النشاط في قشرة الفص الجبهي والمناطق المرتبطة بالانتباه في القشرة الجدارية أثناء المهام العقلية الصعبة. هذه هي نفس المناطق التي تبين أنها غير نشطة في أدمغة المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ومع ذلك، قد تكون هناك أشكال مختلفة من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهناك حاجة ملحة لتطوير أدوية أكثر فعالية لتنظيم هذين الترددين المختلفين من أجل تحسين الانتباه لأشكال معينة من الاضطراب.
قشرة الفص الجبهي
تساعد قشرة الفص الجبهي الأشخاص على تحديد الأهداف وتحقيقها، كما تساهم من الوظائف، بما في ذلك:
تركيز انتباه الفرد
التنبؤ بعواقب أفعال الفرد
التحكم في الاندفاعات إدارة ردود الفعل العاطفية
التخطيط للمستقبل
تنسيق وتعديل السلوكيات المعقدة، كأن تقول، لا أستطيع القيام بالمهمة “أ” حتى يحدث الحدث “ب“.
فعلى سبيل المثال، لنفترض أن رجل ما يجري مقابلة عمل الآن. أثناء المحادثة، عليه التركيز على المحاور ومتابعة التفاصيل التي يذكرها المحاور. إذا سأله القائم بإجراء المقابلة سؤالاً صعباً، فقد يشعر الرجل بالتوتر. لكن يمكن للرجل أن يتنبأ بأن الهروب لن يمنحه الوظيفة، لذلك يرفض هذا الحل ويطلب توضيحًا حول السؤال. يمكن للرجل أن يخطط لإجاباته عندما يحصل على المزيد من المعلومات. وبذلك، يتوضح لنا دور منطقة التركيز هذه في مساعدة هذا الفرد على اجتياز المقابلة والحصول على الوظيفة.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب قشرة الفص الجبهي أيضًا دورًا كبيرًا في تنمية الشخصية. فهي تساعد الناس على اتخاذ قرارات واعية وفقا لدوافعهم. وبمرور الوقت، يمكن أن تساهم في تكوين ميول معينة في السلوك، كأن يتصرف الشخص بطريقة ودية تجاه الآخرين لأنه يريد أن يحظى بشعبية. في حين أن قشرة الفص الجبهي ليست وحدها المسؤولة عن شخصية الإنسان، إلا أنها تساهم في المواقف والخيارات المعقدة التي تشكل الشخصية.
القشرة الجدارية الخلفية
تتلقى القشرة الجدارية الخلفية معلومات من مجموعة من المناطق الحسية بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المناطق الأخرى في الدماغ، وتبين أنها تدمج تلك المعلومات لتسهيل تنفيذ الوظائف المعقدة، أبرزها “الانتباه والتركيز“.
وتبين أيضًا أن القشرة الجدارية الخلفية تساهم وتلعب دورا فعالا في بعض جوانب الوظيفة الحركية، مثل تخطيط الحركات ودمج المعلومات المرئية مع الحركة لتسهيل القيام بحركات مثل الوصول إلى شيء معين والإمساك به. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن مناطق القشرة الجدارية الخلفية تحتوي على خلايا عصبية تسمى الخلايا العصبية المرآتية، والتي يتم تنشيطها ليس فقط عند تنفيذ حركة أو مهمة معينة ولكن أيضًا عندما تتم ملاحظة شخص آخر يقوم بنفس الحركة أو المهمة.
الكيمياء العصبية للانتباه
تلعب معدلات هرمونات مثل الأسيتيل كولين والدوبامين والنورإبينفرين دورًا مهمًا في عملية الانتباه والتركيز. يلعب كل واحد منهم دورًا حاسمًا في متى قدرتك على الحفاظ على تركيزك لأطول فترة ممكنة ومدى تأثير السرحان عليك وقدرتك على مقاومته.
أستيل كولين
الأسيتيل كولين هو مادة كيميائية عصبية مهمة في الدماغ للاهتمام والتعلم والذاكرة. بشكل عام، يعمل على تعزيز التركيز عن طريق تعديل النشاط العصبي عبر المناطق الحسية والجدارية ، والفص الجبهي، في دماغك.
الدوبامين
على الرغم من أن عمل الدوبامين في الدماغ معقد ومتشعب، إلا أن الدراسات التجريبية أثبتت أن الدوبامين يساعد على تعزيز الانتباه، خاصة فيما يخص تحويل تركيزك بطريقة مرنة ومناسبة بناء على المعلومات التي تعلمتها سابقً. بمعنى آخر، معرفة ما يجب التركيز عليه بناء على تجاربك السابقة والمعلومات الراسخة في ذهنك.
في غياب المعدلات اللازمة من الدوبامين، ستضطر إلى إضاعة المزيد من الوقت في تحليل المعلومات التي لا تحتاجها. فعلى سبيل المثال، من دون الدوبامين، ستركز على الصور في الكتاب والتفاصيل التي لا تحتاجها بدلا من التركيز على النص والمعلومات المهمة.
النورإبينفرين
النورإبينفرين هو ناقل عصبي موجود في الدماغ وهو مادة كيميائية تساهم في تعزيز اليقظة والذاكرة والانتباه وهو أساسية في عمل الدماغ ككل، وكذلك الجسم. وهي مادة تفرز بشكل أكبر عندما تشعر أنك تتعرض لأي خطر أو تهديد. يتميز هرمون النورإبينفرين بمجموعة متنوعة من المسؤوليات في الدماغ والتي تؤدي إلى تنشيط وتثبيط مناطق معينة في الدماغ. يعد النورإبينفرين مهمًا أيضًا في توجيه انتباهك بالقدر اللازم عندما يظهر شيء مفاجئ في محيطك ويجب أن تتنبه له.
كيف تنشط هورومات التركيز
هناك عدة طرق يمكن استخدامها لتحفيز هورمونات التركيز بشكل مفصل، وتشمل:
1. ممارسة التمارين الرياضية: النشاط البدني المنتظم يمكن أن يساعد في تحفيز هورمونات التركيز مثل الأدرينالين والنورأبينفرين.
2. الحصول على كمية كافية من النوم: النوم الجيد يعتبر أساسيًا لصحة الدماغ ووظيفته العقلية، ويساعد في تحفيز هورمونات التركيز مثل الدوبامين والسيروتونين.
3. تناول الأطعمة الصحية: الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميجا-3 والفيتامينات والمعادن مثل الفولاذ والحديد والمغنيسيوم يمكن أن تعزز الوظائف العقلية وتحفز هورمونات التركيز.
4. ممارسة التقنيات الاسترخائية: التأمل والتنفس العميق واليوغا والتمارين التأملية يمكن أن تساعد في خفض مستويات التوتر وتحفيز هورمونات التركيز.
5. تجنب الإجهاد الزائد: الإجهاد الزائد قد يؤثر سلبًا على وظائف الدماغ والتركيز، لذا يجب تجنبه قدر الإمكان من خلال إدارة الوقت والتخفيف من الضغوط اليومية.
6. التحفيز العقلي: القراءة وحل الألغاز وممارسة الأنشطة الذهنية المحفزة يمكن أن تشجع نشاط الدماغ وتحفز هورمونات التركيز.
باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكنك تحفيز هورمونات التركيز وتعزيز وظائف الدماغ بشكل عام.
شكرا لك عل تلك المعلومات ولمن أنا أعاني من مشكله عدم التركيز السرحان والتخيلات السلبيه والأيجابيه كيف يمكن معالجه تلك الأمور
اكتب هذه الافكار على الورقة اثناء دراستك وعقلك راح يهدء