اهم المحتويات
تشكيل العادة يمكن أن يغير مسار حياتك. العادة هي سلوك تكرر عدة مرات وتحول إلى سلوك لا إرادي. تبدأ عملية تكوين العادة وبنائها بالتجربة والخطأ. في كل مرة تواجه موقفًا جديدًا في الحياة، يجب على عقلك أن يتخذ قرارًا. كيف يجب أن أتفاعل؟ عندما تواجه مشكلة لأول مرة، فإنك لا تعرف كيف تجد حلاً لمشكلتك وتجرب حلولاً مختلفة لحل مشكلتك.
عملية تكوين العادة وبناءها
عند مواجهة مشكلة ما، يزداد النشاط العصبي للدماغ. في هذه المرحلة، عليك أن تدرس الوضع بعناية وتقرر كيفية التصرف. في هذه اللحظة، ستتلقى الكثير من المعلومات وستحاول فهمها. في مثل هذه الحالة، عقلك مشغول بإيجاد الحل الأكثر فعالية.
المحاولة والفشل والتعلم والمحاولة مرة أخرى والمحاولة بشكل مختلف. مع الممارسة، تضعف جميع الإجراءات غير الفعالة وتتقوى جميع الإجراءات الفعالة. هذه هي عملية تشكيل العادات.
في كل مرة تواجه فيها مشكلة باستمرار، سيقوم عقلك بحلها تلقائيًا. عاداتك هي مجموعة من الحلول اللاإرادية التي تحل مشاكلك وضغوطك.
العادات تقلل من نشاط العقل ومن استهلاك السعرات الحرارية، لهذه السبب بناء العادات مهم حتى تبقى محافظ على طاقتك.
التغلب على المشاكل الشائعة من خلال بناء العادات
يعتقد عالم السلوك جيسون هيرا: “العادات هي حلول موثوقة للمشاكل الأكثر شيوعا في بيئتنا”.
بمجرد أن تتشكل العادات، سيقل نشاط الدماغ، وستستهدف المحفزات التي تشير إلى النجاح وسيكون كل شيء تحت سيطرتك. في المستقبل، عندما تواجه موقفًا مشابهًا، ستكون على دراية بحل مشكلتك ولن تحتاج بعد الآن إلى تحليل جميع زوايا الموقف؛ سوف يمر عقلك بالتجربة والخطأ ويخلق قاعدة عقلية: “إذا حدث هذا، فسوف أفعل ذلك”.
وفي الظروف المناسبة، يمكن اتباع هذه الأنماط اللاإرادية. كلما شعرت بالتوتر، سيكون لديك رغبة قوية في الجري، وبمجرد عودتك إلى المنزل من العمل، ستتولى زمام الأمور وتبدأ في ممارسة ألعاب الفيديو. الأشياء التي كانت تتطلب جهدًا أصبحت الآن تتم بشكل لا إرادي.
القيام بالأشياء بشكل لا إرادي من خلال تكوين عادة
العادات هي اختصارات عقلية مستمدة من التجارب. بمعنى آخر، العادة تعني تذكر الإجراءات التي استخدمتها لحل مشاكلك في الماضي. في الوضع المناسب، يمكنك استخدام الحل الصحيح بمساعدة ذاكرتك. إن التنبؤ الأفضل بالطرق الفعالة في المستقبل هو السبب الرئيسي الذي يجعل العقل يتذكر الحلول السابقة.
إن تكوين وبناء العادة أمر فعال للغاية؛ لأن العقل الواعي هو بوابة الدماغ ويمكنه التركيز على قضية واحدة فقط في كل مرة. ونتيجة لذلك، سيحافظ العقل على تركيزك الواعي على جميع الأنشطة الضرورية. يميل العقل الواعي إلى تحويل الفعل اللاإرادي للأشياء إلى العقل الباطن قدر الإمكان، وهذا بالضبط ما يحدث عندما تتشكل العادة. العادات تقلل من العبء المعرفي وتفرغ طاقة العقل؛ ونتيجة لذلك، يمكنك التركيز على أشياء أخرى.
كيفية تكوين وبناء العادات
يمكن تقسيم عملية تكوين وبناء العادة إلى أربع مراحل: التحفيز، والرغبة، ورد الفعل، والمكافأة. إن تقسيمها إلى أجزاء أساسية يساعدنا على فهم العادات، وكيفية عملها، وكيفية تنميتها وتحسينها.
هذا النمط ذو الخطوات الأربع هو الركيزة الأساسية لأي عادة، وسيتبع عقلك ترتيب هذا النمط في كل مرة.
بناء العادات قد تستغرق من 5 ايام الى 40 يوم، بنائها يعتمد على مقدار الممارسة ونوع المكافئة.
1. مرحلة المحفز
المرحلة الأولى هي “الزناد”. الحافز يحفز عقلك لبدء السلوك. القليل من المعلومات يعني مكافأة. كان أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ يبحثون عن المحفزات التي تشير إلى المكافآت الأولية مثل الطعام والماء وما إلى ذلك. اليوم، نسعى للحصول على محفزات من المكافآت الثانوية، بما في ذلك المال والشهرة، والسلطة والمكانة، والثناء والقبول، والحب والصداقة، والشعور بالرضا الشخصي.
يقوم عقلك بتحليل البيئة الخارجية والداخلية باستمرار للحصول على المكافآت؛ لأن المحفزات تشير إلى أننا قريبون من المكافأة. إن القرب من المحفزات يخلق شعوراً بالشوق فينا.
2. مرحلة العاطفة
العاطفة باعتبارها القوة الدافعة وراء كل العادات هي المرحلة الثانية من هذه العملية. بدون الرغبة والعاطفة وبدون الدافع للتغيير، ليس لدينا أي سبب للتصرف. رغبتك وشغفك بالشيء ليس عادة؛ لكن التغيير الذي يخلق هذه الرغبة فيك يعتبر عادة. أنت لا تريد أن تدخن؛ بل إن دافعك لفعل ذلك هو الشعور بالاسترخاء بعد التدخين، وتنظيف أسنانك ليس دافعك؛ لكن نظافة الفم والأسنان هو حافزك. أنت لا ترغب في تشغيل التلفاز بدون سبب، لكن حافزك هو الاستمتاع. كل رغبة مرتبطة بالرغبة في تغيير الحالة الداخلية.
3. مرحلة رد الفعل
المرحلة الثالثة هي “رد الفعل”. رد الفعل هو عادة حقيقية تقوم بتنفيذها في شكل فكر أو عمل. ويعتمد حدوث رد الفعل على درجة التحفيز وعدم التوافق المرتبط بهذا السلوك. إذا كان هناك شيء يتطلب قوة بدنية وعقلية أكبر من رغبتك، فلن تفعله. رد فعلك يعتمد على قدرتك. يبدو الأمر بسيطًا؛ لكن العادة ستحدث إذا كنت قادرًا. في كرة السلة، إذا حاولت رمي الكرة في السلة ولكنك لم تتمكن من القفز عاليًا بدرجة كافية، فلن يحالفك الحظ.
4. مرحلة المكافأة
في نهاية المطاف، رد الفعل سوف يجلب المكافأة. المكافأة هي الهدف النهائي لجميع العادات. الحماس يعني الرغبة في المكافأة، والاستجابة تعني الحصول على المكافأة.
إننا نطلب الأجر لسببين:
- أنها تعطينا الشعور بالرضا.
2. يعلموننا بعض الأشياء.
الغرض الأول من المكافأة هو إشباع الرغبات. نعم، المكافآت مفيدة في حد ذاتها. يوفر الغذاء والماء الطاقة اللازمة للبقاء على قيد الحياة. الترويج يجلب المزيد من المال والاحترام. إن التمتع بجسم جيد يحسن الصحة؛ لكن الفائدة الأولى من المكافآت هي أنه يمكنك إشباع الرغبة في تناول الطعام، أو اكتساب المكانة، أو الحصول على الاستحسان. تمنحك المكافآت إحساسًا بالرضا والسلام، على الأقل للحظة واحدة.
الغرض الثاني من المكافآت هو تعليمنا ما يستحق التذكر. الدماغ يبحث عن المكافآت. أثناء قيامك بحياتك، يبحث الجهاز العصبي الحسي عن الأشياء التي تُشبع رغباتك وتمنحك الشعور بالمتعة. إن الشعور بالمتعة أو خيبة الأمل هو جزء من آلية التغذية الراجعة التي تساعد الدماغ على التمييز بين الأفعال الفعالة وغير المفيدة.
لماذا لا تبقى العادات مستمرة للأبد؟
إذا كان السلوك معيبًا في أي من هذه المراحل الأربع، فلن يصبح عادة. بإزالة الحافز، لن تبدأ العادة أبدًا. مع انخفاض الرغبة والحماس، لن يكون لديك ما يكفي من الدافع لعملك. من خلال جعل السلوك صعبًا، لن تنجح أبدًا في القيام به، وإذا كانت المكافأة لا تلبي الرغبة، فلن يكون لديك أي سبب لتكرار هذا السلوك في المستقبل. وبدون الخطوات الثلاث الأولى لا يمكن تكوين العادة، وبدون الخطوات الأربع جميعها لن يتكرر السلوك.
باختصار، المحفز هو عامل الرغبة والرغبة الذي يؤدي إلى رد الفعل. ثم لدينا المكافأة وهي المسؤولة عن إشباع الرغبات. وفي نهاية هذه الدورة، تعود المكافأة إلى التحفيز. تشكل هذه المراحل الأربع الدورة العصبية للتغذية الراجعة – التحفيز، والإثارة، والاستجابة، والمكافأة – مما يساعد في النهاية على تكوين عادات لا إرادية.
میانگین امتیاز 0 / 5. تعداد آرا: 0