السرحان أثناء الدراسة: لا تستلم له
كم مرة عزمت على إنهاء واجبك أو التحضير لامتحان معين ليمضي الوقت سريعا دون أن تنجز شيئا؟ أو كم مرة مضت الحصة الدراسية وأنت لا تذكر منها حرفا واحدا، لأنك كنت متواجدا بجسدك لا بفكرك؟ فالسرحان عائق يواجه الطالب و يثبط عزيمته، وفي بعض الأحيان قد ييأس ويظن أن السرحان دائما سيبقى مرافقا للدراسة طوال حياته. ولكن من يسعى نحو النجاح وتحقيق طموحاته يجب ألا يعرف لليأس عنوانا، وإن التزمت بما نقدمه لك من نصائح في هذا المقال، ستجد فرقا واسعا في قدرتك على التركيز والتخلص من مشكلة السرحان.
عوامل تساهم في السرحان
- الجوع: إذا كنت جائعًا، فلا تتوقع أن تتمكن من الجلوس والدراسة. ومع ذلك، لا يمكنك أيضًا أن تتوقع أن تكون قادرًا على الدراسة بعد تناول وجبة كبيرة. فلذلك، أحرص أن تدرس وأنت بعد وجبة معتدلة صحية مليئة بالفيتامينات التي يحتاجها عقلك للتركيز.
- التعب: لا يمكنك التركيز لفترة طويلة عندما تكون متعبا. في وقت الاختبار، يفضل بعض الطلاب الاستيقاظ مبكرًا في الصباح بدلاً من البقاء مستيقظًا لوقت متأخر من الدراسة للامتحانات. وبهذه الطريقة، ستدرس وأنت في حالة أكبر من النشاط.
- الملهيات: ولها أشكالًا عديدة، سواء خارجية أو لا. ومن أبرز عوامل الإلهاء الخارجية شيوعًا هي الضجة، التلفاز، الجوال، أو أي شيء ممكن أن يجذب انتباه الطالب في محيطه. أما الملهيات من النوع الثاني فهي نابعة من داخل الطالب، وتشمل أفكاره ومشاعره التي يعجز عن التحكم بها أو تأجيلها إلى حين ينتهي، والجدير ذكره هنا أنه من الممكن أن تتفاعل الملهيات الخارجية والداخلية للزيادة من حدة السرحان.
اقرأ اكثر: الفهم و التعلم حسب علوم الاعصاب انقر هنا للقراءة
كيف تحد من السرحان أثناء الدراسة؟
1.اختر البيئة المناسبة
بعناية حسب تفضيلاتك الشخصية. فعليك أن تراقب أبرز الأسباب التي تساهم في السرحان لديك وتختار بناء على ذلك. فيوجد من يفضل أن يكون المكان عاما مثل المكتبة أو المقهى، فيجد كثر أنه من الصعب أو المستحيل أن يغط في أحلام اليقظة أو يسرح عندما يكون هناك أشخاص آخرون حوله يقومون بالدراسة أو العمل مثله.
أما إن لم تكن الدراسة في الأماكن العامة مناسبة لك، فحاول أن يكون لديك مكان واحد محدد تدرس فيه. خصص مكتبًا أو طاولة مناسبة ومريحة للدراسة فقط، لا لأي نشاط آخر. فذلك سيجعل عقلك يربط هذا المكان بالدراسة فقط، تماما مثل ما أنك تجوع بمجرد رؤية مطعم لأن عقلك يربطه بالطعام. ولا تنسى كذلك أن تبعد جميع الملهيات مثل الهاتف، التلفاز، أو أي صور ومجسمات قد تلفت نظرك، فلتترك في مرمى نظرك فقط ما تحتاجه.
2.أطلب المساعدة من صديق
هل لديك زميل يمكنه الدراسة معك؟ يمكنكما حل الأسئلة معًا، أو اختبار بعضكما البعض بشأن المعلومات التي تحتاجان إلى حفظها. إن الدراسة من خلال التفاعل مع شخص آخر ستساعدك على التركيز وتجعل المعلومات تثبت في ذهنك أكثر فأكثر. وإن لم يكن باستطاعتك الدراسة مع صديق في مكان واحد، فاطلب من شخص ما أن يتأكد كيف تسير أمورك وما الكمية التي أنجزتها على فترات منتظمة، فإذا كنت تعلم أن شخصًا ما يحاسبك، سيكون لديك المزيد من التحفيز للإنجاز.
3.خطط لجلستك الدراسية
لا يمكنك أن تقرر أنك ستقضي، على سبيل المثال، ساعة واحدة في موضوع معين ليس كافيًا. عليك أن تقرر مسبقًا ما الذي ستقرأه بالضبط، أو الأسئلة التي ستجيب عليها. تأكد من أنك تعرف كيف ستبدأ، وبنفس القدر من الأهمية، أن يكون لديك نقطة نهاية محددة. يمكن أن تكون نقطة النهاية وقتًا أو نتيجة. على سبيل المثال، قد تقول، سأواصل التركيز حتى الساعة 4:00 مساءً أو سأقرأ الصفحات 46-51 وأجيب على الأسئلة الموجودة في الصفحة 52. من خلال إعطاء نفسك نقطة نهاية، يمكنك إنهاء جلسة الدراسة الشعور بالفخر بنفسك لتحقيق هدفك.
4.اجعل من الدراسة نشاطا أكثر متعة
وهنا عليك أن تكون مبدعا وتفكر بطرق تثير اهتمامك بالمادة التي تدرسها، كأن تحولها إلى لعبة أسئلة وتتحدى نفسك، أو أن تحاول ربطها بحياتك اليومية. فعلى سبيل المثال، يمكنك محاولة تطبيق التجارب في مادة الكيمياء أو علوم الحياة، أو ربما تقوية لغتك الإنكليزية من خلال مشاهدة فيلم طريف ومراقبة الترجمة مع ربطها بما تسمعه. أما إن كنت تحاول حفظ نص تاريخي أو جغرافي، فيمكنك أن تربط النص بلحن معين وتحوله إلى أغنية، أو أن تشكل جملة من أول كلمة من كل فقرة، ليسهل عليك تذكرها.
5.نظم دراستك بطريقة ذكية
للإنسان طاقة محدودة، والتركيز من أكثر الأنشطة التي تستهلك تلك الطاقة بسرعة خاصة عندما ينصب على مهمة واحدة، ولكنك كلما بدلت بين المهام المختلفة أثناء دراستك، كلما استطعت الحفاظ على تركيزك لفترة أطول. فعلى سبيل المثال، قسم كل جلسة دراسية ما بين الحفظ، حل الأسئلة، القراءة، والنسخ.
6.اربط ما تتعلمه بما تعرفه مسبقا:
من أبرز أسباب السرحان التي لم نذكرها هي دراسة مادة معقدة بالنسبة لك، ولكن كلما نجحت في تسهيل ما تدرسه فلا ينفر عقلك منه. وأغلب المعلومات الجديدة التي تتعلمها، يمكنك دائما ربطها، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بمعلومات تعرفها مسبقا، أو بالحياة العملية، أو حتى بموضوع منفصل يثير اهتمامك ويسهل عليك استيعابه. فإن كنت تحب الفيزياء على وجه الخصوص، يمكنك أن تربط يه الرياضيات، التي لا تستهويك، لتفهمها بطريقة أفضل.
اقرأ اكثر: ما هو اضطرابات فرط الحركة و التشتت انقر هنا للقراءة
كيف تحد من السرحان في الصف الدراسي؟
- اجلس في مقدمة الفصل الدراسي:
إن كونك في المقدمة سيجبرك على التركيز لأنك في مرمى نظر المعلم وعرضة لأن تسأل في أي لحظة، كما أنك في موضع لا يسمح لك بأي ملهيات في الصف مثل الأكل أو استخدام الهاتف أو حتى السرحان بأشيائك مثل أقلامك أو حتى الصور على الكتب. وفي هذه الحالة كذلك، سينتبه لك المعلم عند سرحانك وسينبهك. - دون ملاحظاتك الخاصة:
فعندما تتكل على وجود المعلومات في الكتاب، أو تتكل على ملاحظات أصدقائك، فلن تجد دافعا في التركيز الكامل مع المعلم، بينما لو أجبرت نفسك على تدوين الملاحظات، يكون أفضل لترسيخ المعلومة في رأسك، ستشعر بالمسؤولية وحتما سيقلل عقلك من السرحان. - ارفع يدك وشارك:
حتى وإن كنت لست ممن يهوى التفاعل في الصف أو يخجل المشاركة خوفا من ارتكاب الأخطاء، حاول تخطي كل ذلك الخوف وأن تتحدى نفسك وتكسر حاجز الخوف. وبمجرد أن تعتاد على المشاركة لبضع مرات، ستصبح شيئا طبيعيا ولن تجد بعدها أي فرصة لتسرح لأنك ستكون قد أصبحت محطا للأنظار.
الخلاصة
السرحان عادة تسبب الإحباط للكثير من الطلبة المجتهدين الذين يسعون بجد ويمضون وقتا طويلا للدراسة وإتمام الواجبات على أكمل وجه، وهي بالطبع كأي عادة أصبحت جزءا من الشخص، لا يمكن التخلص منها في يوم وليلة. ولكن كطالب في مقتبل العمر، لا يجب أن تيأس من أي تحدي. فكن أنت المتحكم في عاداتك، لا عاداتك المتحكمة بك.
میانگین امتیاز 5 / 5. تعداد آرا: 1